السُّـــــــؤَال :يسأل عن رجل همَّ بجماع أهله في نهار رمضان ثم لم يفعل، وكذلك من همَّ بمعصية آخرى فماذا عليه؟
الجَــــــوَاب :
أقول وبالله التوفيق اعلم أن نية الصوم تنقسم إلى أقسام:
❆-النية من أول الشهر؛ ينوي أنه يصوم الشهر كاملاً، وهذه النية محلها القلب لادخل للسان بها لا يتلفظ -نويت أن أصوم شهر رمضان لهذا العام 1438هجرية، لا ، التلفظ بالنية بدعة، وإنما في قلبه، نوى أن يصوم شهر رمضان كاملاً ،
❆ثم تبييت النية في كل ليلة وفي أي جزء من أجزاء الليل يبدأ من وقت غروب الشمس عندما يفطر يستحضر النية أنه يصوم يوم غد، سواءً عند الإفطار سواءً بعد المغرب سواءً بعد العشاء، في وقت و أي جزء من أجزاء الليل نية لكل يوم،
❆-القسم الثالث هو نية الدخول في النسك (لا صيام لمن لم يبيته قبل الفجر) كما جاء في حديث حفصة، وبهذا قال الشيخ بن باز وغير واحد من أهل العلم، وهذه يسمونها نية الدخول في النسك، هو نعم مبيت النية من الليل على أنه يصوم لكن متى يدخل في الصيام؟ عند أن يطلع الفجر الصادق فهو الآن يمسك، هذه تسمى بنية الدخول في النسك، مثل الحج إذا أراد أن يحج فهو خارج من بيته ويذهب إلى المطار ويطير في الهواء أو في البر أو في البحر، نية الحج موجودة لكن ما يعتبر حاج الآن حتى يدخل في النسك إذا حاذى الميقات، عندئذٍ يدخل في النسك الآن يحرم عليه الشيء الذي كان حلالاً له قبل الإحرام
❆-القسم الرابع نية الاستمرار على الصوم ينوي أنه يستمر على الصوم أنه ما يفطر وإن حصل له مشقة وإن حصل له كذا وإن رغب في شيء مايفطر، هذه نية الإستمرار على الصوم إذا قطعها في أي جزء من أجزاء النهار بطل صومه،
مثل هذه الحالة أنه أراد أن يجامع أهله في نيته في نهار رمضان ثم لم يفعل ذلك؛ فهو قد أفسد صومه، وهكذا إذا نوى الأكل والشرب ثم لم يجد أكلاً وشرباً أو صرف نظر عن الأكل والشرب قال أنا صائم ما أريد أكل وشرب يعني بينه وبين نفسه، فهذا أيضاً قد أفسد صومه.
لذلك من وقع في هذا الشيء وقطع نية الصيام والاستمرار على الصيام فإنه بذلك قد أفسد هذا اليوم.
فهذا الذي همَّ بالجماع أو أراد الجماع ولم يفعله أو لم يتمكن منه؛ فإن عليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى لأنه وقع في معصية، ويمضي في هذا الصيام الفاسد حتى آخر النهار، ويقضي يوماً بدل ذلك اليوم، ليس عليه إلا هذان لأنه ماوقع في الجماع حتى يقال عليه كفارة المجامع في نهار رمضان وهي الكفارة المغلظة كفارة الظهار، لا.
وهكذا من همَّ بأكل أو شرب أو غير ذلك من هذه الأمور التي تفسد الصوم، ونواها؛ فإنه يفسد صومه، وعليه القضاء مع التوبة إلى الله سبحانه وتعالى
والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً