السُّـــــــؤَال : ما حكم تسليم أموال الزكاة للجمعيات
الجَــــــوَاب:
أقول وبالله التوفيق، نصيحة لأهل الأموال لمن فرض الله عزوجل عليهم الزكاة في أموالهم أن يتحروا بها الفقراء والمساكين والغارمين، وهناك من الناس ضروفهم صعبة ومعيشتهم فيها نوع من التعسير، فلو أنهم يلتمسون ذلك في أنفسهم ويوصلونها إلى أهلها وإلى من يحتاجون إليها
لأن الجمعيات تؤخر هذه الأموال وقد ربما تنسب إليها هذه الأموال ونحن نفعل ونحن نكفل وهم مايفعلون شيء إنما هو واسطة بين أهل الأموال وبين من يستحق هذه الأموال
فنصيحة لأهل الأموال أن يتقوا الله عزوجل في أموالهم وأن يوصلوها إلى مستحقيها وأن لا يكون دأبهم التخلص وأن هذا تخلص منهم وأنهم وأنهم قد أبراو ذمتهم، لا ما تبرأ الذمة إذا كانت هناك شكوك وإذا كانت هناك أمور وإذا كانت هناك مسائل، انظر بارك الله فيك بأنه كثرة الجمعيات وكثر الفقراء وكثر المساكين وكثر الأيتام، الجمعيات كثيرة، معنى ذلك أن هناك تقصير حاصل ومشاهد، لم يحصل إنفاق على الوجه المطلوب.
وكذلك أيضاً تلاحظ أن هناك أمور تخلط فيها بين حق الزكاة وبين أمور، فقد ربما تؤخذ منها الإيجارات وتؤخذ منها رواتب للموظفين وغير ذلك ، هذا إذا سلمت هذه الجمعيات من الحزبيات ومن التعصبات ومن الأفكار المشبوهة ومن المناهج المسمومة.
فيا صاحب المال هذه عبادة، اتق الله ، ادها كما تؤدي الصلاة، ادي الزكاة كما تؤدي الزكاة.
ولذلك لو نظرت في القرآن الكريم لوجدت أن الله سبحانه وتعالى يذكر الصلاة ويذكر الزكاة في أكثر من ثمانين موضع أو نحو ذلك، (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) دائماً هناك ربط بين إقامة الصلاة وبين إيتاء الزكاة
الصلاة فيما بينك وبين الله عزوجل والزكاة فيما بينك وبين الناس، فإذا كان هناك خلل سيكون هناك خلل، فلذلك كل صاحب مال يتقِ الله عزوجل في إخراج الزكاة على الوجه المطلوب المأمور بيه شرعاً.
انظر إلى ذلك الرجل من بين إسرائيل الذي قال لأتصدقن الليلة، كانوا يتحرون أن يخرجوا بصدقاتهم من غير ان يعرفهم أحد.
علي ابن الحسين زين العابدي رحمه الله تعالى ما عرف أهل المدينة أنه كان يخرج يتصدق عليهم إلا ليلة أن مات، انقطعت عنهم تلك الصدقات، وقد وجدوا أثراً في كتفه لأنه كان يحملها على ظهره رحمه الله تعالى ورضي الله عنه.
فيا صاحب المال تحرى صدقتك تحرى إخراجها وانظر أين تضعها وأنت مأجور في ذلك مأجور في إخراجها ومأجور على التماس أهلها ومن يستحقها.
ولا بأس أن يستعين الإنسان بإخوانه من أهل الدين وأهل الثقة والأمانة لابأس في ذلك إن شاء الله، لكن يكون هو مشرف وهو متابع وهو حريص على أن تصل إلى أهلها وإلى مستحقيها وإلى من يستفيد منها ولا يشتتون أموالهم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي من الزكاة قوت سنة.
لا يشتت صاحب المال زكاته هنا وهنا وهنا المسألة ليست إرضاء للناس وغنما إرضاء لله سبحانه وتعالى.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم