نصيحة لاغتنام العشر الأواخر من رمضان.
للشيخ عبدالكريم بن قاسم الدولة (حفظه الله)
يقول لم يبقَ على العشر الأواخر من رمضان إلا ساعات قلائل فهل من كلمة توجهونها للمسلمين حول ذلك؟
فاتَ أغلب رمضان، فات ثُلثا رمضان، فلا تُحرم أخي المسلم مما بقي من رمضان، ولا شك أن العشر الوسطى أفضل من العشر الأولى في رمضان والعشر الأخيرة أفضل من العشر الوسطى والعشر الأُول، وليلة القدر أفضل من ليالي رمضان كلها، ورمضان أفضل من سائر الشهور.
فلا تحرم نفسك هذه الفضائل التي اجتمعت في رمضان.
هذه العشر ختامها مسك وأفضل الأشياء بخواتيمها، وإنما الأعمال بخواتيمها، احرص على ما بقي من ليالي رمضان وأيام رمضان،
من كان مفطراً يُفطر بغير عذر؛ فليتب إلى الله عزوجل وليصم
ومن كان متهاوناً؛ فليُشمر
ومن كان غافلاً؛ فلينتبه
ومن كان ناسياً؛ فليتذكر
ومن كان معرضاً؛ فليرجع
ومن كان بعيداً؛ فليقرب
ألا لا تفوتنكم هذه النفحات والرحمات وهذه الليالي والأيام المباركات، فإن رمضان آذن بالانتهاء والتولي، آذن بصرم وانقضاء، ولعله لا يعود عليك يا عبد الله، ولعلك لا تبلغ آخره.
فاحمد الله عزوجل، أمد الله عزوجل لك بالعمر؛ أقبل على الله سبحانه وتعالى، أن تموت وأنت مقبل على الله خيرٌ لك من أن تموت وأنت معرض وأنت بعيد وأنت غافل.
فهذه الأيام وهذه الليالي مباركة وهي آخر ما تبقى من شهر رمضان، خلاصته، فيها الغنائم العظيمة وفيها الخير الكبير والكثير ، كان النبي عليه الصلاة والسلام يجتهد في رمضان مالا يجتهد في غيره،ويجتهد في العشر الأخيرة من رمضان مالا يجتهد في غيرها، كانت إذا دخلت العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره، كل ذلك يتحرى ليلة القدر.
فهذه الليالي هي ليالي عظيمة مباركة، ولا تدري في أيها تكون ليلة القدر على الصحيح من أقوال أهل العلم أنها قد تأتي في أي ليلة من رمضان، قد تأتي في ليلة شفعية قد تأتي في ليلة وترية، لكن أرجى الليالي هي الليالي العشر، وأرجى هذه الليالي؛ الأوتار، وأرجى هذه الأوتار ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان وأرجاها كذلك إذا كانت ليلة جمعة وليلة وترية
فلنتقِ الله جميعاً
الأمر والوصية بتقوى الله لنا جميعاً
أسال الله عزوجل أن يتقبلنا في رمضان وأن يجعلنا من المقبولين من الفائزين من العتقاء من النار
اسأل الله عزوجل أن يبلغنا آخره كما بلغنا أوله وأن يمتعنا بالصيام والقيام وبطاعته وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.