الرئيسية / المحاضرات، النصائح والتوجيهات / مشاركة فضيلة الشيخ المحدث الدكتور وصي الله بن محمد عباس المدرس بالحرم المكي الشريف إلى مسجد التوحيد تريم حضرموت اليمن
مشاركة فضيلة الشيخ المحدث الدكتور وصي الله بن محمد عباس المدرس بالحرم المكي الشريف إلى مسجد التوحيد تريم حضرموت اليمن
مشاركة فضيلة الشيخ المحدث الدكتور وصي الله بن محمد عباس المدرس بالحرم المكي الشريف إلى مسجد التوحيد تريم حضرموت اليمن
الجمعة 16المحرم 1442هجرية
Play
Stop
نافذة
X
الشيخ وصي الله من العلماء العاملين، جمع الله له بين العلم والعمل، وهو مثال يحتذى به في الجد والاجتهاد، لطالما سُمع دوي صوته في جنبات المسجد الحرام مقابل الكعبة المشرفة منذ حوالي ربع قرن، وقد تشرفنا في مسجد التوحيد بهذه المشاركة الطيبة للشيخ حفظه الله، وهذا من قبيل ربط الناس بعلمائهم ، ولذلك هذه سطور يسيرة في التعريف بفضيلته :
هو فضيلة العلامة المحدث وصي الله بن محمد عباس بن أحمد عباس، ولد سنة 1948م، وهو فيما نحسبه من العلماء العاملين، والدعاة المخلصين، صاحب التصانيف البديعة، والتحقيقات الرصينة، معروف بالدعوة للسنة والنفاح عنها، والتحذير من الأهواء والبدعة، مشهور بالحض على الاتباع ونبذ التعصب والتقليد، داعية للاجتماع ونبذ التفرق والتحزب، ومؤلفاته ودروسه ومحاضراته وندواته التي يعقدها – بالعربية أو الأوردية- شاهدة بذلك.
ولا غرابة في ذلك فهو سليل أهل الحديث في الديار الهندية، نشأ على حفظ القرآن والسنة والعمل بهما وفق منهج السلف الصالح، درس في الجامعة السلفية، وأدرك جملة من كبار المحدثين في الهند كالعلامة المحدث نذير أحمد حسين وغيره من أهل العلم والفضل.
لقد استفاد الشيخ من الإمام ابن باز رحمه الله والشيخ صالح العراقي وعلماء آخرون يعسر المقام عن عدهم، وقد كان لهؤلاء العلماء الأجلاء الدور البارز في تكوين شخصية الشيخ وتميزه على أقرانه، وعلو كعبه خصوصا في جانب اللغة والحديث وعلومه وأصول الدين وعلم الجدل والمناظرة.
وفي مرحلة مبكرة من حياة الشيخ كانت له جهود دعوية مباركة في توعية الحجيج والترجمة وإلقاء المحاضرات والدروس، إضافة إلى السفرات الدعوية إلى مصر واليمن وأنحاء من الهند وبريطانيا.
ولما فتح قسم الدراسات العليا بمكة المكرمة، انتقل الشيخ لتكملة مشواره العلمي والعملي فحصل على الماجستير في عام 1397هـ، ثم الدكتوراه في عام 1401هـ، وعنوان رسالة الماجستير: (الضعفاء والمجهولون والمتروكون في سنن النسائي)، ورسالة الدكتوراه: (فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل – تحقيق).
وقد أصبح الشيخ ذا دراية بأخص علوم الحديث كعلم العلل، وهذا ظاهر في تحقيقه لكتاب: (العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد- تحقيق)، وللشيخ بحث في هذا المجال بعنوان: (علم العلل ودوره في حفظ السنة) دعي للمشاركة ضمن ندوة السنة بالمدينة المنورة، وكذلك له باع في علم الرجال وعلم الجرح والتعديل وغيرها من العلوم.
ولم تثنِ الشيخ هذه الأعمال عن الاستمرار في السلك الدعوي، فقد عين في تلك الفترة ضمن توعية الجاليات في موسم الحج والعمرة، ورشح من قبل كلية الشريعة للتدريس في معهد الحرم المكي، والتقى في هذه الفترة بفضيلة العلامة عبدالله بن حميد رحمه الله وكانت له معه مباحثات، وكان الشيخ ابن حميد يقول: (لا تفرطوا بوصي الله)، وكذلك كانت علاقة الشيخ بالعلامة عبدالله السبيل رحمه الله وطيدة، ولشدة الثقة به عين مستشارا لرئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وعضوا في لجنة تجديد أعلام الحرم المكي الشريف، وله كتاب عظيم النفع غزير الفوائد جمع فيه الروايات التأريخية والأحكام المتعلقة بالمسجد الحرام موسوم: بـ(المسجد الحرام تاريخه وأحكامه) طبع في مجلدين.
وقبل ذلك عين للتدريس في كلية الشريعة التي صارت بعد (جامعة أم القرى) وبها عين أستاذا، وللشيخ بصمات لا تنسى في هذه الجامعة العريقة، فإضافة إلى التدريس والإشراف على الرسائل العلمية، فمناهجها سواء لمرحلة البكالويوس أو الماجستير أو الدكتوراه كان عضوا بارزا في إعدادها، كما أن جل مشايخها للشيخ عليهم منة بعد توفيق الله ومنته، وتم التعاقد مع الشيخ للتدريس في المسجد الحرام منذ 1419هـ، وله إشراف مباشر وغير مباشر على جملة من المشاريع الدعوية في الهند خاصة، نسأل الله أن يبارك له في علمه وعمله. وللشيخ خلال حميدة قل أن تجتمع في غيره، فهو غيور على السنة، كريم النفس عفيف اللسان، حريص على طلابه، كل من جالسه أحبه، لا يمل حديثه، ولا تكاد تفارق البسمة محياه، عرف ببره بوالديه ومشايخه، فوجد أثر بركة ذلك في جميع مراحل حياته العلمية والعملية، فكان الخير يساق إليه سوقا، والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم، نسأل الله العظيم أن يبارك في حياة الشيخ، وينفع به الإسلام والمسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.