● شخص وقعت بينه وبين زوجته خصومة وذهبت إلى أهلها، وأراد ارجاعها فذهب إلى أبيها، وقال الأب: الأمر بيد ابنتي وهذا مصيرها وليس بيدي…؟
● الجواب:
اقول لهذا الأب: الله المستعان، ومتى كان هذا الأمر بيد المرأة؟! لو كان هذا الأمر بيد المرأة ماكنت أنت ولي، ولا كنت أنت الذي عقدت بنكاحها، لقلت من البداية هذا الأمر راجع لابنتي والأمر بيدها إن أرادت أن تزوج نفسها فعلت وإن لم ترد لم تفعل، الأمر بيدها وهذا مصيرها وهي تقرر.
وإنما أنت عقدت بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا نكاح إلا بولي) كذلك الله عزوجل يقول : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ). فهذه من القوامة لك، وأنت ترشدها إلى صلاحها وإلى مايصلح أمرها، ولا تجعل الشيطان يسيطر عليها ويستحوذ عليها.
فالنساء عقولهن ضعيفة وقلوبهن رقيقة، فتحتاج إلى من يقف إلى جانبها، من يسددها، من يصوبها، من ينصحها، من يرشدها، من يقوم عليها بالنصح والتوجيه والأخذ بيدها، وتبيين أن الحياة الزوجية لابد فيها من المشاكل، أن يعرض هذا ويعرض هذا، وقد ذكر الله عزوجل ذلك في كتابه الكريم ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا ) وكذلك قال في حق الأزواج ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ) يعني الزوج الذي يخاف من نشوز زوجته، أي ترفعها عن طاعته وإعراضها عنه ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا )
فعلى هذا الأب أن ينصح لابنته فيقول لها يا ابنتي ما حصل إلا كل خير والأمور ترجع إلى مجاريها، وقد ربما ترجع المحبة أكثر وأكثر، وهذه سنة الحياة.
وما كان عند الزوج من خطأ اصلحه وهكذا، بهذا تقوم الأمور.
بعض الأولياء ماعندهم فهم وإدراك أنه قد يتسبب في الإضرار بمصلحة ابنته أو أخته أو غير ذلك، ويتركها يزهد فيها الرجال من بعد بما حصل من الطلاق والفراق بينها وبين زوجها الأول، وتصبح لا أنها رجعت إلى زوجها الأول ولا أنها تزوجت.
فعلى هذا الأب أن يتق الله في نفسه وأن يسدد وأن يقارب وأن يصلح فيما بين ابنته وزوجها، ولا يقف مع هذا ولا يقف مع هذا، ويصلح من شأنهما، ويعيد الأمور إلى مجاريها بل وأحسن مما كانت من قبل.
والله المستعان.