نريد نصيحة ترفع همتنا للمثابرة في شهر رمضان المبارك واغتنام الأوقات وعمارتها في طاعة الله، لأنه تكثر الملهيات والشرور التي تصد الناس عن الخير كالتلفاز والمسلسلات والبرامج وكرة القدم، وجزاكم الله خير.
الجواب:
النصيحة أن تنظر إلى رمضان بأنه ضيف، والضيف يحتاج إلى إكرام، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ،)
فأكرموا ضيفكم هذا،
وإكرام رمضان بصوم النهار ظاهراً وباطناً، حساً ومعنى،
وقيام الليل مع الإمام حتى ينصرف ليُكتب لك قيام ليلة كاملة وإن أكملت الليل نائماً على فراشك،
والإكثار من قراءة القرآن،
والإكثار من الصدقات،
وتفطير الصائمين،
والابتعاد عن مجالس الغفلة واللهو قدر الاستطاعة،
وأن تقيم ماتصلح به شأنك في أمرك الدنيوي قدر الاستطاعة.
فرمضان لاتفرط فيه، ضيف، أياماً معدودات ثم ينتهي
انظر هذه الليلة القادمة هي ليلة الخامس من شهر رمضان انتصف ثلثه الأول، بقي لنا ثلثان ونصف، انظروا ما اسرع رمضان، ما سنفاجئ إلا وانتهت العشر الأولى، نصف العشر الأولى نصف العشر الثانية انتهت العشر الثانية نصف العشر الأخيرة انتهت العشر الأخيرة، انتهى رمضان،
وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (رغم أنف امْرِئٍ أدركه رمضان ولم يغفر له) هل تريد أن تكون منهم! كيف أدركه رمضان ولم يغفر له؟
ما التمس المغفرة في شهر المغفرة، وإن من عقوبة المعاصي حرمان المغفرة في مواسم الرحمة، تحرم نفسك المغفرة.
وتذكر أيضاً مالرمضان من الفضائل، تفتح أبواب الجنةن تغفلق أبواب النار، تصفد الشياطين ومردة الجن، ينادي منادٍ ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر، لله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة، ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه، من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه، هذا هو بارك الله فيك.
وقد ربما هذه الغفلة والتفريط في شهر رمضان نتيجة لعدم الدعاء فقد كان السلف ستة أشهر قبل رمضان يدعون الله أن يبلغهم شهر رمضان، فقد ربما نحن ماكنا ندعو الله أن يبلغنا شهر رمضان فبلغنا ففرطنا
وكان من دعاء السلف اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان لنا وتقبله منا سالماً
وكان بعضهم في شهر شعبان يغلق دكانه ويقول طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان.
هنا قد يتداعى للإنسان مجموعة عوامل تجعله يستمر في تفريطه في نهار رمضان منها هذا.
وخصوصاً الدعاء، ادعو الله عزوجل أن يجعلك ممن اغتنم شهر رمضان، ادعو الله أن يعينك على الصيام، على القيام، ادعوا الله أن يعيذك من الغفلات ومجالسها وأهلها واللهو وأهله، ادعو الله أن يصرف عنك السوء ورفاق السوء وجلساء السوء وأصحاب السوء
ادعو الله عزوجل وألح في الدعاء، ادعو الله عزوجل أن يصلحك فيي رمضان وأن يصلح رمضان لك
بهذا ترتفع الهمة، يستطيع الإنسان أن يثابر في شهر رمضان فإنا ضعفاء ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله، والعون عونه والتوفيق توفيقه والمدد منه سبحانه وتعالى
فنسأله أن يمدنا بقوة من عنده يعيننا فيها على الإقبال عليه، على طاعته آناء الليل و آناء النهار، وأن يقسم لنا من خشيته ما يحول به بيننا وبين معصيته ومن طاعته ما يبلغنا به جنته، ومن اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا، وأن يمتعنا الله بنهار رمضان وبليل رمضان وبليلة القدر من رمضان وأن يمتعنا بالصيام والقيام إيماناً واحتساباً إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم