نصيحة لمبتعث في فرنسا
لشيخنا أبي رافع عبدالكريم بن قاسم الدولة (حفظه الله)
كانت مساء يوم الجمعة 14 صفر 1439 هـ
التفريغ:
قال وفقه الله في رسالته الصوتية للأخ :⤵
إلى الأخ الكريم …..
وفقه الله نسأل الله عزوجل أن تصلك رسالتي هذه وأنت في خير وعافية في دينك ودنياك
وقد أُبلِغت أنك مبتعث للدراسة في فرنسا في ” القانون الدولي”
أقول لي وقفات مع مسمى القانون الدولي؛ لو كان هناك قانون دولي يطبق لما حصل البغي على الفلسطينيين في فلسطين، لما حصلت هذه المشاكل الآن في العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وفي غيرها، هم لا يحترمون أي شيء ولا يحترمون أي قانون، كم من القرارات الأممية ضد اليهود وكم من القرارات الأممية هنا وهناك، لماذا لا تُفعل لماذا ما تُنفذ، أين القانون الدولي؟ أين محاضروه؟ أين دعاته أين مؤسسوه؟ أين مؤصلوه؟ أين منضروه؟
فالقانون الدولي هو لحماية أنفسهم ولبسط نفوذهم على الآخرين، أما فيما يخص الإسلام والمسلمين لاقانون دولي ولا منظمات دولية ولا شيء
انظر إلى المسلمين في أراكان في ميانمار وما يحصل لهم من القتل والتشريد وغير ذلك
أين القانون الدولي؟ أين حقوق الإنسان أين كل هذه المنظمات التي تتشدق بهذه الدعايات وبهذه الأمور! نسال الله السلامة والعافية
ثم أيضاً أنه لسنا بحاجة إلى قانون دولي ولا إلى غير ذلك، صحيح ان الإنسان إذا درس هو فقط يحصل على شهادة ويتحصل على مركز أما من حيث الفائدة لا توجد واقعنا يشهد بذلك
فلذلك الذي ننصح به أنه لو كان هناك تخصص آخر ينفع الله عزوجل بك أهل بلادك في الجزائر وينفع الله عزوجل بك المسلمين أينما كنت في طب مثلاً أو في هندسة إلكترونية أو بيتروكيماوية أو معمارية أو طرقات أو مساحات أو جيلوجية إلى غير ذلك من أنواع العلوم الدنيوية التي تفيد بها الإسلام والمسلمين وتنفع بها نفسك أولاً وآخراً
أما هذا التخصص فإنما هو حبر على ورق لكن مادام أنه قد ابتعثت فاعلم أن الإقامة في بلاد الكفار والسفر إلى بلاد الكفار لايجوز إلا لمصلحة شرعية راجحة أو مصلحة دنيوية راجحة ولا أرى لك مصلحة في ذلك لأن الدراسة قانون دولي ثم أنت مطالب الآن بأن تحفظ دينك كذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول “أنا بريء ممن أقام بين ظهراني المشركين”
هذه براءة من النبي صلى الله عليه وسلم
فيا أخي بارك الله فيك لاتغتر بالدنيا الدنيا زائلة ونحن كذلك زائلون عنها وهذه هي حال الدنيا، فاستعمل نفسك في طاعة الله استعمل نفسك بالقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
فلذلك ننصحك بأن تراجع نفسك أو أن تغير من تخصصك وأنه لاخير في الإقامة في بلاد المشركين وخصوصاً أنه لاحاجة ولا ضرورة وإن كانت هناك حاجة وضرورة فيكون بشروط، يكون الإنسان متسلح بالعلم والتوحيد والعقيدة الصحيحة، كذلك أيضاً احرص يا أخي بارك الله فيك على أن يكون لك من يدلك على الخير ومن يذكرك بالله في مجتمع الناس فيه غافلون عن الله عزوجل غافلون عن مصالحهم غافلون فيه عن إصلاح أنفسهم تحتاج إلى من يذكرك بالله سبحانه وتعالى وتزداد تمسكاً بدينك، فأنت في مجتمع ماترى فيه إلا ما يخالف الدين بالكلية نسأل الله السلامة والعافية.
فاسأل الله عزوجل أن يشرح صدرك وأن يثبت قلبك وأن يسددك وأن يصلح أمرك وأن يصلح شأنك وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان نسال الله أن ينفعنا وإياك بماقلت وسمعتم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مساء يوم الجمعة الرابع عشر من شهر الله صفر لعام 1439 هجرية.