الأسباب المعينة على الخشوع
مقطع قيم من درس للشيخ عبدالكريم الدولة حفظه الله
تفريغ الصوتية:
الخُشوع عبادة يحتاج إليها الإنسان في الدعاء يحتاج إليها الإنسان في قِراءة القرآن يحتاج إليها الإنسان في الصلاة يحتاج إليها الإنسان في كل قُربة وطاعة يتقرّب بها إلى الله سبحانه وتعالى الأسباب المعينة:
أن تسأل الله أن يرزقك الخُشوع
وأن تستعيذ بالله من قلبٍ لا يخشع
تسأل الله أن يرزقك قلباً خاشعاً، قلباً خاضعاً، وتستعيذ بالله من أن تُعاقب بقلبً لا يخشع.
الله عز وجل يقول :﴿أَلَم يَأنِ لِلَّذينَ آمَنوا أَن تَخشَعَ قُلوبُهُم لِذِكرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلا يَكونوا كَالَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلُ فَطالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلوبُهُم وَكَثيرٌ مِنهُم فاسِقونَ﴾[الحديد: ١٦].
من الأسباب المعينة على الخشوع بعد الدعاء – الدعاء في سجودك، الدعاء في صلاة الليل، دعاء في كل وقت وحين تسأل الله الخشوع-
أن تعرّض نفسك للمواعِظ، المواعظ التي فيها ترغيب وفيها ترهيب
ترغيب إلى ما أعدّه الله عزّ وجل من النّعيم المُقيم، وترهيب مما أعدّه الله عزّ وجل من العذاب والجحيم،
لأن المواعظ ترقّق القلوب، والإنسان بحاجة إلى ما يرقّق قلبه.
وأيضاً من الأسباب التي تعين على الخشوع:
أن تبتعد عن كل ما يُقسّي القلب
المعاصي،
الغفلة،
الدنيا،
الإنهماك في الأعمال،
كثرة المآكل والمشارب،
فإنّ ذلك يُقسّي القلب
أيضاً تبتعد عن الظّلم، ظلم الناس، ولو حتى ظُلم الحيوانات.
هكذا تُكثر القراءة في القرآن الكريم لإن القرآن الكريم يرقّق القلوب: ﴿لَو أَنزَلنا هذَا القُرآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيتَهُ خاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِن خَشيَةِ اللَّهِ وَتِلكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾[الحشر: ٢١].
وهكذا من الأسباب المعينة على الخشوع:
طلب العلم :﴿ إِنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ ﴾[فاطر: ٢٨]
فكلّ ما ازدت علماً ازدتّ خشوعاً “من كان بالله أعرف كان منه أخوف” .
وهكذا مجالسة الصّالحين مجالسة من يذكّرك بالله سبحانه وتعالى
زيارة القُبور قال النبي-صلى الله عليه وسلم-“كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة“.
تذكّر الجنة.
تذكّر النار.
تذكّر السراط.
تذكّر الميزان.
تذكّر الحساب والعرض على الله-سبحانه وتعالى هذا أيضاً من أسباب الخشوع.
وهكذا تستغل وقتك وحياتك.
أيضاً تذكر الموت فإن الموت ما ذُكِر على ضيقٍ إلا وسّعه ولا على سعةٍ إلا ضيّقها كما جاء في الحديث عن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-تذكّر الرحيل تذكّر أن هذه الدنيا زائِلة كل هذا يزيد في الخشوع.
التفكر أيضاً في في مخلوقات الله وفي خضوعها لله سبحانه تعالى: ﴿إِنَّ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الأَلبابِالَّذينَ يَذكُرونَ اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِهِم وَيَتَفَكَّرونَ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ رَبَّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ ﴾[آل عمران: ١٩٠-١٩١].
أيضاً الحرص على ذكر الله عزّوجل في الخلوة فإن هذا من أسباب الخشوع.
تذكّر مقام الله تذكّر وأنت في خلوتك ماعندك أحد”ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه” .