سائل يقول بأن أحد المواطنين في قريته قام بحفر حفرة للصرف الصحي، فتفاجأ بوجود عظام الأموات وانتقل إلى مكان آخر فوجد نفس الأمر، مع العلم أنها أرض زراعية ولا أحد يدري أنها مقبرة، فماذا يفعل؟
الجواب
قد تكون هذه القرية كلها على قبور، ليس فقط هذه الأماكن، فعلى أصحاب هذه القرية أن يتأكدوا بجوار البيوت وأن يتحروا ذلك فإنه لو كان البيت نفسه على قبور أو على قبر لايجوز لصاحب هذا البيت أن يسكن فيه، وقد سبقت فتوى لشيخنا الإمام الوادعي رحمة الله تعالى عليه، على أن هناك قرية لا يوجد لها طريق إلا من طريق المقبرة-يعني أن الطريق تمر على قبور- فأفتاهم الشيخ بأن يرحلوا من ذلك المكان وأن يأخذوا ماتيسر من أمتعتهم ومن منازلهم وبيوتهم ولا يحل لهم أن يسكنوا في هذا المكان الذي ليس له طريق إلا على القبور.
فالقبور محترمة وصاحب القبر محترم، لايجوز اتخاذها طرق ولا يجوز الحفر فيها ولا يجوز الرعي عليها ولا يجوز جعل الحطب فيها ولا يجوز ربط الدواب فيها ولا يجوز اللعب فيها ولا يجوز الاتكاء على القبور ولا المشي عليها ونحو ذلك من الاحكام المترتبة،
فحرمة الميت أعظم من حرمة الحي كما يقول شيخنا العلامة الوصابي رحمة الله تعالى عليه، فهذا المواطن يجب عليه أن يتحرى الأمر، وأن يذكر الناس في تلك المنطقة وفي تلك القرية بحرمة القبور وحرمة أهل المقابر حتى لا يعذبهم الله سبحانه وتعالى، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً مزيداً إلى يوم الدين.