فتوى←
شيخنا المبارك/ أبي رافع عبد الكريم بن قاسم الدولة
حفظه الله تعالى ورعاه.
فتوى في حكم تنظيف كأس الخمر؟
والتي كانت بتأريخ الأربعاء 8/ رجب/ 1443 هجرية.
ألقيت جدة
⌚4:06
هذا أخ يسأل يقول بأن هناك امرأة تعمل في خدمة الناس في بيوتهم خدمة البيوت من تغسيل البيت وتنظيفها وهي تجد أحيانا كأس فيه خمرة أو بقايا من الخمرة فتسأل عن تنظيفه لا سيما وأنها تشاهد زجاجة الخمرة في هذه البيت حيث أنها الذين تقوم بخدمتهم كبار سن ؟
أقول باللّه التوفيق يقول اللّه عز وجل ﴿وَكَأَيِّن مِن دابَّةٍ لا تَحمِلُ رِزقَهَا اللَّهُ يَرزُقُها وَإِيّاكُم ﴾ [العنكبوت: ٦٠]
ويقول اللّه سبحانه وتعالى ﴿وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها ﴾ [هود: ٦]
ويقول اللّه عز وجل
﴿وَفِي السَّماءِ رِزقُكُم وَما توعَدونَ () فَوَرَبِّ السَّماءِ وَالأَرضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثلَ ما أَنَّكُم تَنطِقونَ﴾ [الذاريات: ]
وقد قال عليه الصلاة والسلام: إن روح القدس نفث في روعي- أي جبريل عليه الصلاة والسلام- أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها.
وفي الصحيحين من حديث عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه تعالى عنه قال: حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: وهو الصادق المصدوق إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يُرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد.. الحديث
فأول ما يكتب لك وأنت في بطن أمك كتب رزقك لتطمئن بأن الرزق مكفول من اللّه سبحانه وتعالى
وقد قال: النبي صلى اللّه عليه وسلم: اتقوا اللّه وأجملوا في الطلب. إنه لا ينال ما عند اللّه بمعصيته.
هذا الرزق من عند اللّه مقسوم فلا ينال بمعصيته وهذه المرأة التي تسعى على نفسها جزاها الله خيرا أنها تسعى على نفسها لتعف نفسها وتعول من تستطيع أن تعوله إن كان لها أبناء وكان لها إخوان أو أخوات أو آباء كبار فاللّه عز وجل أعلم بحاجات الناس واللّه سبحانه وتعالى ألبس على خلقه وعباده لباس الستر ونسأل اللّه عز وجل أن يديم علينا جميعا لباس عفوه وعافيته وستره في الدنيا والأخرة
لكن هذه تعمل مع أناس يمارسون هذه المعصية ويشربون الخمرة وهي الآن تحمل هذا الإناء الذي فيه بقايا الخمرة وتعينهم بغسل هذه الأكواب على هذه المعصية فهم مقيمين على معصية اللّه سبحانه وتعالى يخشى عليها من أن ترضى بما هم عليه من المعاصي فتصبح مشاركة لهم في الإثم
فإن النبي صلى اللّه عليه وسلم: لعن في الخمرة عشرة لكثرة شؤمها وبلائها وشرها من أجل ألا يتعاون الناس عليها مع أن هؤلاء العشرة الملعونين في الخمرة ليس كلهم يشربون الخمرة وإنما هناك من يشرب الخمرة وجنس يعتصرها وجنس يبيعها وجنس يأكل ثمنها وجنس يحملها إلى غير ذلك. فعلى المسلم والمسلمة أن يتحرى طلب الرزق فيما أحله اللّه عز وجل. وإذا رأى في رزق شيء من المعاصي فعليه أن يتركه للّه سبحانه وتعالى ومن ترك شيئا للّه عوضه اللّه خيراً منه فالذي ننصح هذه المرأة بأن تترك مثل هذا لأنها لا تأمن على نفسها من المشاركة في الإثم وحلول اللعنة عليها و أنها ترضا بهذا فالرضا بالخطايا من أقبح المحرمات ثم أيضا لا تأمن على نفسها أن تعمل في بيت يشرب فيه الخمر وقد يحصل لها ما يحصل من البلاء والشر فلا تأمن وهكذا يقول اللّه عز وجل
﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا () وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ ﴾ [الطلاق: ]
وفق اللّه الجميع لما يحبه ويرضى.